صرخة نذير وتحذير!!
لم تبق َمعصية أو موبقة أو فاحشة إلا وانتشرت وظهرت وجُهر بها في لبنان.. لبنان البلد الذي يُفترضُ أن يكون بلداً إسلامياً..وبيروت التي كانت أرضاً وثغراً للرباط بالمفهوم الجهادي الإسلامي، لا بالمفهوم الاستعراضي البهلواني الذي يتغنى به أرباب المهرجانات والتمسُّح بالعنتَرِيَّات والخطابات الرنَّانة الفارغة.
البارحة (الأربعاء 23-9-2009) جابت شوارع وسط العاصمة – هذه المنطقة الموبوءة بكل أنواع الفساد – حافلات تحمل على ظهرها راقصات برازيليات متهتّكات شبه عاريات لا يواري سوآتهن إلا بعض الخيوط التي تكشف أكثر مما تستر، يرقصنَ على أنغام الموسيقى ويتفنَّنَّ في حركات الميوعة والإغراء، بينما قامت حشود الناس الموجودة بالتصفيق والصفير، كما سارع العديد من الناس لالتقاط الصور لهذه الحافلات الشيطانية.
والطّامة أنه ليس فقط البرازليات بل الكثير الكثير من نساء لبنان كاسيات عاريات يسرن في الشوارع وكأنهن في غرف نوم أزواجهن..
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا )، آية واضحة من كتاب الله، تُبيّنُ سُنّة ربانية ثابتة لا تتخلّف، فهل نعتبر ونتعظ, ثم تتمعّر وجوهنا وتلتهب مشاعرنا غيرة لدين الله وانتهاكاً لحرمات الإسلام؟ بدلاً من أن نصفق ونبتهج ونصوّر؟؟
مَن هؤلاء السفلة الرعاع الذين يأتون بهذا العُهر والفحش والفساد لبلادنا من غير رقيب ولا حسيب ليجاهروا بالمعصية ويتعدّوا حدود الله؟ مَن هم؟ ومن سمح ورخّص لهم؟ ومن شجّعهم؟ من هؤلاء الذين أكثروا في الأرض الفساد؟ ألا يعلمون أن الله بالمرصاد؟
يا أهل بيروت! ياأهل لبنان! أقسمُ بالله قسماً لا أحنثُ فيه بإذن الله..
ترقّبوا دمار لبنان.. ترقّبوا خراب لبنان..
خسف؟ حرب؟ طوفان؟ زلزال؟ مجاعة؟ أوبئة؟ صواعق؟ ريح؟ صرخة؟
أمطرت السماء منذ أيام لسويعات بأمر ربّها فطافت مناطق وانقطعت شوارع.. وخربت بيوت.. وانهارت جدران.. خاف الناس لساعات ثم عادوا لسيرتهم الأولى.. قطرات ماء من السماء ودويّ رعد أخاف الناس وجعلهم يحسبون ألف حساب وحساب..أَفَنَقوى على عذاب الله ووعده بالتدمير؟؟
يا عباد الله! نعم هناك بقية باقية صالحة في لبنان ولكن الصلاح وحده لا يكفي، بل الذي يدفعُ نقم الله هو الإصلاح إلى جانب الصلاح، فلقد سُئل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلّم: أنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال: (نعم إذا كثُرَ الخبث), أستحلفكم بالله!! ألم يكثُر الخبث ُ في لبنان؟!
يا عباد الله! إذا أردنا أن نُعذر إلى ربنا فلا بد من حركة صادقة نبدأ فيها من أنفسِنا ثم نقف فيها في وجه هذا المدّ من الفساد والطغيان، ولا بُدّ من الأخذ على أيدي الظالمين والمجرمين الذين يعبثون بالبلاد والعباد، وإلا لن تسلم لنا حركة الحياة، وسينهار المجتمع على من فيه.
(..وما كان ربُّك ليُهْلِكَ القُرى بظلم وأهلُها مُصْلِحُون)
استقرؤوا تاريخ الكفرة والمعاندين والمكابرين والمترفين كيف أهلك الله قراهم وجعلها أثراً بعد عين: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [النحل :112].
نسأل الله السلامة واللطف، وأن لا يؤاخذنا بتقصيرنا وبما فعل السفهاء منّا.
اللهم قدّ بلغت اللهم فاشهد
العبد الفقير إلى لطف ورحمة وعفو ربه
يحيى كريدية البيروتي