الرئيسية
لِما انت هكذا معي ايُها القدرْ
اين اهرُب مِنك واين المفرْ
أين أجِد لِحياتي بعضّا مِن صبر؟
وأين أبحث عما فقدتُه مِن عُمُرْ؟
سيجتُ بِأحلامي سُورٍ
محاط باروع قصرْ
تحيطُه بساتين من الوردِ والزهرْ
وفي وسطِه تتلألأ اجمل بُحيرةٍ
وفي نِهايتها يُعانِق بِدلال اطراف النهرْ
وصنعتُ مِن النجومِ اضواء
تأخذ نورها مِن وهجِِ القمرْ
وكنتُ اتمايل بِحُرية واتنقل مِن مكان لِمكان
وبقامتي اخطو بخطوات كإنني واحِده مِن الغجرْ
فجأة شاهدتُ فارِساً مِغواراً يمشي على الارضِ
وبِعينيه قوة وينظرُ الي نظراتّ كنظراتِ الصقرْ
كانه يُحاوِل أن يتصيدني وكان يترقبني
وانا كُلما شعرت باقترابه مني اذوبُ وانصهرْ
ورايتُ في احلامي للعاشقين احلى صورْ
مِنهم من يتمايل على انغامِ الحُبِ
وتُضيئ ممراتهم نورِ البدرْ
يعيشون في اجمل ليلة مِن ليالي السهرْ
ويتناجون بِعِشقِهم حتى انبلاج الفجرْ
فجأة لمستني يد اميري وفاتني
وضمني الى صدرِهِ بحنان مستترْ
بِأناملي لامستُ شَعرٌ
كانه سوادِ الليل فوق الجبين مُنسدِل
وغِبتُ في نشوة من رائحة ذاك العطرْ
اغمضتُ عيوني واردتُ ان اغفو بين ذِراعيه
ولا أُريدُ ان اصحو او ابتعد عن احضانِهِ أبد الدهِرْ
ومن يديه شرِبتُ مِن كأسٍ
منقوش ومتوج بِاحلى الدُررْ
هناك في اللامكان نقشنا اسامينا على الشجرْ
كُلِ شجرةٍ علَمناها بِكلام من العِشقِ
وكِلمة أُحِبُك متوجة في اخِر السطرُ
احلام وخيال ومنام إستوطن عالمي
وجعلني أُنثى غريبة احيا بين البشرُ
يقولون هناك درجاتٍ مِن الحُبِ
لكن حبي لك كان يكبُر ويكبُر ويكبُر
ويشتعل في صدري كما النيران
لِدرجة اخافُ من لهيبها لقلبي ان ينفطرْ
شعور لا أستطيع أن أُحدِدهُ ولا أن أصِفهُ
فقط أُحِبُك هكذا قٌلتها في منامي وفي صحوي
أُحِبُك لِلأبد بل أكثر بل إلى اخِر العُمرْ
فجأة قدري رماني بحجرْ
ايقظني من حلمي وكانه أُصيب مِنه بالضجرْ
تركني امشي بخطواتي على الجمرْ
ومِن خلفي طعنني بخنجرْ
وفاجأني بِصفعة غدرْ
اخذت مني عالمي وفقدتُ معها كُل السِحرْ
وترك قلبي ممزق بل هو اشلاء هنا وهناك
وما بقي من واقعي تصدع وتعرض لِلكسرْ
لا تقولوا هذه مجرد اقوال شاعرةٍ
او كلِمات تتساقط كما يتساقط المطرْ
بل هي الآم نُسِجتُ بعضاً مِنها
ونُزِفت فيها دمائي
حتى تستطيع رؤيةِ لونها الاحمر
يسيل كالشلال وينساب على مد البصرْ
