حينما لم يعثر المستكشف البريطاني الكابتن جيمس كوك في القطب الجنوبي سوى على جبال جليدية ضخمة كتب –بعد أن قرر الرجوع خوفا- إن من يغامر بالتوغل أكثر ويعثر على "أرض غضبت عليها الطبيعة لتدفن تحت الجليد" لن يستفيد من ذلك، فإنه كان على خطأ.
فقد حولت التغيرات المناخية ثلوج القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) لأحد أكبر المخاطر في القرون المقبلة، فحتى في حالة ذوبان كمية ضئيلة من الجليد فمن شأن ذلك رفع منسوب مياه البحار والتأثير على مدن من نيويورك إلى بكين أو دول من بنغلادش إلى جزر كوك -التي تحمل اسم المستكشف البريطاني- في المحيط الهادي.
ويحاول العلماء الآن تصميم تجارب عالية التقنية باستخدام أجهزة رادار تعمل عن طريق الأقمار الصناعية وأشعة ليزر وغواصات أو حتى حفر عميق لجليد سمكه ثلاثة كيلومترات لفهم ما تنطوي عليه القارة من مخاطر.
ووفقا لرئيس لجنة الأمم المتحدة لتغير المناخ راجندرا باتشوري فإنه حتى لو كان ارتفاع منسوب المياه في المحيطات أمتارا قليلة فإن ذلك "سيغير جغرافية الأرض".
ويركز العلماء على أطراف القطب الجنوبي، ويقولون إن مياه البحار الأكثر دفئا ربما تذيب أطراف طبقات الجليد بما يسمح بانزلاق الجليد في البحر بسرعة أكبر ويرفع منسوب مياه البحر.
ويوجد في القارة القطبية الجنوبية -التي اكتشفت عام 1820- ماء كاف لرفع منسوب مياه البحار 57 مترا.
وتعتبر المخاوف بشأن ارتفاع منسوب مياه البحار إحدى العوامل المحركة لإجراء محادثات تشارك فيها 190 دولة للتوصل لاتفاق جديد للأمم المتحدة لمكافحة التغيرات المناخية بصفة أساسية من خلال التحول عن استخدام الوقود الأحفوري والمنتظر إبرامه في كوبنهاغن في ديسمبر/كانون الأول.
وقد انهارت نحو عشر طبقات جليدية وهي عبارة عن ألواح جليدية تطفو فوق سطح المحيط قد يبلغ سمكها مئات الأمتار في شبه جزيرة القطب الجنوبي في الأعوام الخمسين المنصرمة.
وتشير الأبحاث الأخيرة إلى أن هناك اتجاها لارتفاع طفيف في درجة حرارة القارة القطبية الجنوبية استخلص من دراسات لسجلات درجات الحرارة باستخدام الحاسوب، ورغم ذلك لن تذوب معظم القارة القطبية الجنوبية إذ إن متوسط درجة الحرارة على مدار العام هناك 50 درجة مئوية تحت الصفر.
المصدر: رويترز