امتلأ منزل زوج الأسيرة فاطمة الزق والدة أصغر أسير في العالم بعشرات المهنئين في قطاع غزة بعد إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها مشمولة بما يسمى في غزة "صفقة الشريط".
ومن المقرر الإفراج عن الأسيرة الزق (39 عاما من مدينة غزة) و19 أسيرة فلسطينية جميعهن من الضفة الغربية يوم الجمعة بموجب اتفاق لتبادل شريط مصور مدته دقيقة واحدة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير بغزة بعشرين أسيرة.
وما أن أعلنت حماس ومصلحة السجون الإسرائيلية أسماء الأسيرات المنوي الإفراج عنهن حتى تدافع عشرات المهنئين إلى منزل زوج الأسيرة الزق في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وامتلأت جدران المنازل المجاورة ومنزل العائلة بصور الأسيرة التي اعتقلت في 20 مايو/أيار 2007 وطفلها يوسف الذي ولد في سجن إسرائيلي في السابع من يناير/كانون الثاني 2008، كما صدحت مكبرات الصوت بالأناشيد الجهادية، فيما وزع الأطفال الحلوى للمهنئين وعلى المنازل القريبة.
وأعد زوجها وأطفالها الثمانية "أحلى وأجمل استقبال للأسيرة المحررة" كما قال نجلها الأكبر محمود.
وأضاف محمود للجزيرة نت "نحن متشوقون لأن يأتي يوم الجمعة ويمن الله علينا بأن نرى والدتي وهي حرة طليقة بعد أن حرمنا الاحتلال منها"، موضحاً أن الفرحة لم تكن لأهله فقط بل لكل من سمع الخبر وسمع باسم والدته.
وأوضح محمود أنه تلقى عشرات الاتصالات من أصدقائه ومن العائلة للتأكد من صحة الخبر، مؤكدا أنه كان يطمئن كل من يتصل بأن الخبر حقيقي و"إن شاء الله يوم الجمعة الموعد المنتظر للفرج".
الأسيرة فاطمة الزق أنجبت طفلها في السجن ولم يسمح لذويها بزيارتها
اكتمال الفرحة
أما زوجها محمد سليمان الزق فكرر كلمات الحمد والشكر لله تعالى، مؤكداً أن الفرحة لا تكتمل إلا بالإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبو محمود للجزيرة نت "صحيح نحن سعداء جداً لكن فرحتنا الكبرى ستأتي يوم تحرير أرضنا وأسرانا من سجون الاحتلال"، متمنياً أن يشعر ذوو الأسرى الفلسطينيين والعرب بما يشعر به من سعادة غامرة وفرحة كبيرة بالإفراج عن زوجته.
وقال أبو محمود إنه فور سماع الخبر والتأكد منه صلى ركعتين شكرا لله، وبدأ بإبلاغ العائلة والأصدقاء. واستطرد قائلا إن الشكر بعد الله تعالى لحركة حماس والمقاومة التي تمسكت بالإفراج عن الأسيرات.
ودعا أبو محمود "كتائب القسام إلى التمسك بالجندي الأسير حتى إتمام الصفقة الكبرى التي رآها مشرفة وستقر عيون الفلسطينيين والعرب"، وقال إن الآمال المعلقة على تبادل الأسرى كبيرة للغاية.
محمد الزق زوج الأسيرة قدم الشكر لحماس وللمقاومة
تبادل مشرف
واعتبر الباحث في شؤون الأسرى والحركة الفلسطينية الأسيرة عبد الناصر فروانة "صفقة الشريط" إنجازا غير مسبوق للمقاومة ولآسري شاليط، مؤكداً أنهم نجحوا أكثر من مرة حين إخفائه طوال المدة السابقة وحينما حصلوا على ثمن لمعلومة عن حياته.
وأضاف فروانة للجزيرة نت أنه "ما زال أمام الصفقة الكبرى مشوار طويل إذ إن إسرائيل لا تزال تحاول الضغط بطرق عدة لفرض شروطها والتقليل من شروط المقاومة الفلسطينية"، داعيا المقاومة للتنبه وضرورة الاستمرار في الصمود والثبات على مطالبهم العادلة.
لكن فروانة حذر من التفاؤل المفرط في ضوء ما تنشره الصحافة الإسرائيلية بشكل شبه يومي عن رفض إسرائيلي لمطالب حماس التي تشترط الإفراج عن عمداء الأسرى وأسرى الداخل والقدس والجولان.