[ALIGN=CENTER][TABLE="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قصص الشهداء العرب في البوسنه
بسم الله الرحمن الرحيم
ان من أعظم وسائل الثبات على هذا الدين هي اقتفاء اثر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده وأهل العلم والتقى والورع من الأئمة الأعلام وان أكثر ما يشدك في سير هؤلاء العظماء هو ذبهم عن دينهم ويسترخصون الروح التي بين جنبيهم للذود عن هذا الدين العظيم ولاشك ان سيرهم وبطولاتهم تملأ الآفاق ومدونة في كتب التاريخ .
ولكن هناك ممن نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا ممن اقتفى أثرهم وصالوا بالبطولات والجولات يمينا وشمالا ذكرهم محدود ولعلنا في هذه الورقات المباركة ان شاء الله نكحل اعينكم بسير هؤلاء الأبطال لعلنا ان نخلد ذكراهم ونسطر قصصهم في كتب التاريخ من دمائهم الزكية و نركز على قصص إخواننا الشهداء في بلاد البوسنه والهرسك .
ولعلنا أن نسميها من قصص الشهداء العرب في البوسنه.....
فصول الكتاب:
1) من أعلام الجهاد في البوسنه والهرسك.
وفيه :
أ- بداية الجهاد في البوسنه والهرسك.
ب- تكون مجموعات الجهاد في المناطق وقادتها.
2) مهزلة محاكمة مجرمي الحرب في البوسنه والهرسك.
وفيه :
أ- بيان لأوضاع معسكرات الاعتقال الصربيه والكرواتيه للمسلمين.
ب- الهدف الحقيقي للمحاكمة والأدلة على ذلك.
3) من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك .
وفيه :
أ- قصص لمن قتل في البوسنه مع بيان كقتلهم وبعضا من سيرهم .
4) أوردت بعض القصص لشهداء قتلوا في الشيشان وافغانستان واريتريا وأوردت هنا للفائدة وللذكرى او أنهم كانت لهم مشاركات في البوسنه والهرسك.
أبو حفص الكويتي(حمد السليمان)... 41
أودعكم بدمعات العيون..........
أودعكم وانتم لي عيون.......
أبو حفص الكويتي........
حمد السليمان.....من دولة الكويت........من دولة أنجبت لنا......
أبو معاذ الكويتي.....أبو عبدالرحمن الكويتي......وغيرهم من الأبطال.......
على غير عادتي بذكر قصص الشهداء سأبدأ بوصف ذلك الرجل .....قصير القامة عظيم الهمة...
اسمر اللون وابيض القلب.....نحيل الجسم قوي في الحق.....هائ إلى ابعد الحدود......
ترى على ملامح وجهه الحزن والكآبة......عرفته رحمة الله عليه في ارض البوسنة والهرسك ....
ولم أتشرف بمعرفته في أفغانستان......وقبل الخوض في حياته الجهاديه لنبدأ الخوض في حياته....
هو متوسط بين إخوانه ....وكان من عائلة معروف عنها الصلاح ....
فوالده رحمه الله رجل صالح....وقد رافقه ابنه حمد وبر به إلى ان فارق الدنيا .....
على اثر مرض الم به ومات رحمه الله في المستشفى الألماني في السعودية....وهو راض عن ابنه..
أتم دراسته الجامعية في أمريكا.....وكان تخصصه في برمجة الكومبيوتر .....
وكل إخوانه درسوا هناك في أمريكا.....ولكنه ما ان أتم الدراسة بل قبل ان يتمها.....
التحق بالمجاهدين في أفغانستان....واتى في عام1988م إلى منطقة جاجي المعروفة بالتاريخ....
حتى اتم الله إخراج الروس من تلك البلاد.....ثم رجع الى الكويت أيام الغزو العراقي....
وبعد الغزو العراقي.....أتت أحداث البوسنة والهرسك فكان من السباقين الى تلك الأرض المباركة...
ذهب إلى هناك برفقة احد إخوانه الكويتييين مع احد الهيئات الخيريه......
فكان لهم النشاط البارز في الإغاثة والدعوة......
وكانوا يشاركون إخوانهم المعارك متى ما سنحت لهم بذلك الفرصة....
استقر هو وصاحبه في مدينة فسكو البوسنويه ....والتي كان بها نشاط رافضي قوي من إيران....
فواجها تلك النشاطات حتى تم طردهم من تلك المدينة ......
بعدها رجع إلى الكويت لينهي أمانته مع الهيئة الخيرية ويودع أهله .....ويرجع إلى البوسنة....
والتحق بالمجاهدين في منطقة كاليسيا في توزلا.....
فكان كالأم الحنون لإخوانه المجاهدين......وكان رحمه الله يجيد اللغة الإنجليزية.....
وكذلك البوسنويه بطلاقه عجيبة......وكان داعية في تلك المنطقة ...معلما للخير فيها.....
واذا دعى الداع كان أسدا على الكفار الصرب.....كان يتمثل قول الله عزوجل...
(.....اذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين....)....
شارك إخوانه المجاهدين هناك المعارك ...وخاض معهم غمار الحرب....
فكان آية في الشجاعة....وحافزا لإخوانه......ودبابة بشرية تهز من أمامه.......
أكرمني الله بدخولي معه معركة بدر البوسنه(مسجله على شريط فيديو).....
فرأيت منه الشجاعة والإقدام....وكانت العملية على منطقة كبيرة بها 52 قرية ...
وتلك المنطقة تدعى فوزوتشا...اقتحمنا على الصرب مع الفجر وقاوموا مقاومة ضارية...
انتهت كالعادة بفضل الله بهروبهم....وبينما نحن نتقدم عليهم....اذ أبا حفص يعدو تجاههم....
ويأسر احدهم بعد جرحه ويقطع رأسه ويرفعه لنا وهو يبتسم بما أكرمه الله....
فقد أكرمه الله بقتل عدد من الخنازير الصرب....وكنا خلفه من شجاعته....
نحتمي به من هول الخطوب.....ونعجب منه وهو يصول ويجوب.....
انتهت المعارك في البوسنة وانتهى القتال...فكان كمن فقد اعز ما يملك.....
رأيته وعيناه حمراوان...ووجهه كالح يبعث بالشفقه ..حتى ظننت ان اهله كلهم ماتوا..؟؟؟...
فقال لي ....يا ابا فلان......انتهى القتال وذهب الشهداء للجنه وبقينا بذنوبنا في الدنيا.....
اخذت اخفف عنه واهون عليه.....ولكن الحزن لم يفارقه....بل رفض الرجوع الى الكويت...
وقبلها ذهب الى الشيشان .....في الحرب الاولى.....حتى وصل الى حدودها واسر هناك.....
ومكث قرابة الشهر حتى فك الله اسره.....ثم رجع الى البوسنه....
مكث في البوسنه......ومنها تزوج ببوسنويه صالحه تقيه.....وارتبط بتلك الارض.....
وبعدها بفترة رجع الى الكويت وذهب لوزارة الاوقاف حيث عمله......
زكان عرض عليه من شركةIBM عملا براتب الفي دينار....ولكنه رفض ...
قلت له لماذا؟؟؟؟... قال لا اريد ان ارتبط بعقد...اريد متى ما سمعت بالمنادي اذهب الى الجهاد دون ارتباط او عقود ......
بدأت الحرب الشيشانيه الثانيه وحاول مرارا الدخول ولكن الله لم يكتب له ذلك......
وكان يزورني كثيرا ....والحزن على محياه كأنه فاقد عزيز.....او مشتاق اليه.....
بدأت احداث امريكا ...وهددت بضرب افغانستان.......وبعدها مباشرة اتصل بي وقال.....
يا حمد استودعك الله اللذي لاتضيع ودائعه....قلت له الى اين..؟؟؟.....
قال الى افغانستان لنصرة اخواني هناك ....والله ياحمد لقد مللت الحياه ....اريد الشهاده....
واخذ يرددها ويودعني وقلبي يعتصر الما ..فقلت له مداعبا ....
انت هكذا في كل مرة تقول ذلك وترجع لنا صحيحا معافى......؟؟؟؟؟......
ضحك وضحكت وانا وهو نبكي من الداخل والله حرقة على بقائنا......
ذهب الى هناك .....وفي ليلة العيد ابى الله عزوجل الا ان يجعل عيده عنده سبحانه.....
وقتل على جبال تورا بورا وهو صائم ينتظر الافطار.........
اللهم تقبله وارفع درجته عندك يالله...
اللهم ان نبيك قال انتم شهود الله في ارضه ...اللهم ان هذا الرجل قد صال وجال وترك الدنيا وزخرفها للقائك....وشوقا اليك...وطلبا للشهادة......
اللهم فأعطه ماتمنى والحقنا به ياارحم الراحمين.....
اللهم ابد حزنه وغمه في الدنيا فرحا...وابلغه مأمنه........
أبو الشهيد التونسي ...... 72
أبو الشهيد التونسي.....
من بلاد تونس فك الله أسرها من طاغوتها.....
كان شابا متزنا يميل إلى الهدوء والصلاح......
حتى يسر الله له الهجرة إلى ايطاليا للعمل بها.......
وهناك استقر بمدينة ميلانو....
حيث وجود الشيخ أنور شعبان تقبله الله .....
تأثر بالشيخ أنور كثيرا ...
وتأثر بخطبه وعقد العزم على نصرة إخوانه في البوسنة.....
وفعلا وصل إليها مبكرا أواخر عام 1992م .....
التحق بإخوانه المجاهدين هناك......
في العقد الثالث من عمره ....
يتميز بحسن الخلق وسهولة المعشر....
اتى الحصار الكرواتي عام 93م ....
وابلي بلاء حسنا في المعارك مع الكروات ......
كان مدربا لاخوانه المجاهدين في قرية مهرج.....
ومن بعدها استقر في قرية اوراشيست ليقوم بتدريب المجاهدين......
كان ذا لياقة عاليه يضرب بها المثل......
كنت احبه حبا شديدا ولكني اكره صوته في الصباح الباكر....
اجمع ....
هرول هناك.....
حيث نصطف طوابير ومن ثم يجري بنا عبر الوديان والجبال والمنخفضات .....
كان من رشاقته وخفته يمر على أول مجاهد في المسيرة .....
وينحدر إلى آخر مجاهد في الساقه ومن ثم يرجع للأول.....
ثم يركض ويعتلي جبلا ليطل على المسيرة من فوق ....
ومن ثم ينزل ويسبقنا ونحن على هرولة واحده....
وكأنه الليث يرقب ابناؤه من كل اتجاه.......
وكان دائما يأمرنا ان نردد في المسيرة بصوت مرتفع....
بجهادنا سنحطم الصخرة..............ونقهر الطاغوت والكفرا
بعقيدة جبارة كبــــــــرى..............وارادة لاتعرف القهـــــرا
تزوج من امرأة بوسنويه قد استشهد زوجها ولديها طفلين منه.....
كفل هذين اليتيمين وأحسن العشرة مع زوجته.....
زرته ذات يوم في قريته اسمها كوتشا قوري......
رحب بي أجمل ترحيب وقدم لي كرم الضيافة....
ووجدت احد الأبناء الأيتام وعمره خمس سنوات.....
يحفظ من سورة الناس إلى آخر سورة تبارك جزءين كاملين.....
احبه كل المجاهدون ......
بنيته نحيله ولكنها قوية جدا .......
صاحب ابتسامة لاتفارق محياه .....
تختبئ خلفها كل معاني الرجولة والجهاد.......
شارك المجاهدين معاركهم الكثيرة وأصيب إصابات متنوعة......
حتى انتهت المعارك في البوسنة والهرسك.....
انتقل بعد ذلك الى قرية المجاهدين في ماقلاي بوتشينا....
وكان يمر بجانب القرية نهرا كبيرا جميلا....
يسبح به المجاهدون ليتبردوا ويروحوا عن أنفسهم....
نزل ابو الشهيد ذات يوم إلى النهر....
وهو لا يعرف السباحة .....
انزلقت قدمه وغاص جسمه الطاهر داخل النهر......
لتطفو جثته الطاهرة غرقا ......
نسأل الله ان يتقبل منه غرقه شهادة في سبيل الله ...
كما اخبرنا عليه الصلاة والسلام.....
تقبل الله منك جهادك وتعليمك ورباطك......
والى جنات الخلد ان شاء الله ياابا الشهيد التونسي...
الدكتور صالح الليبي ...... 70
الدكتور صالح الليبي.........
من بلاد عمر المختار ليبيا .......
وصل إلى ارض الجهاد والعزة والرباط.....
إلى أفغانستان مصنع الرجال......
فرح به المجاهدون أيما فرح....
وكان الإمام عبدالله عزام يكثر من الدعاء له.....
واستطاع بأخلاقه ان يحتل قلوب المجاهدين والأفغان.....
دمث الأخلاق سهل المعشر كريم الطبع والسجية.....
وكأن الله وضع له القبول في الأرض ولا نزكي على الله احدا.....
كان الطبيب الوحيد المتفرغ داخل أفغانستان بطولها وعرضها؟؟؟؟؟؟
آثر نصرة إخوانه بنفسه وماله وشهادته وكل مايملك......
وهو الذي تزينت له الدنيا ...
وفتحت أوروبا له أبوابها ليهاجر إليها ويعيش العيش الرغيد...
ويهنأ كغيره من الناس بالزوجة الحسناء والمال والمنصب ......
آثر كل ذلك واعرض عن الدنيا وانطلق ليشارك إخوانه...
يشاركهم أكلهم وكسرة خبزهم وجوعهم ومرضهم ...
وافراحم واحزانهم ويفيد المسلمين بمهنته النادرة الطب.....
كان يقضي الوقت الطويل محتسبا الأجر .....
ليلا ونهارا يستقبل افواج المرضى والجرحى من الأفغان والمجاهدين الأنصار....
كان لايدخل عملية جراحيه الا ويستخير الله قبلها ...
ويصلي ركعتين طالبا من الله تيسيرها على يديه ومستخيره بعلمه العليم .....
كان يشارك اخوانه المجاهدين المعارك ويسابقهم في الجبهة إلى العدو.....
ذات يوم وفي احد المعارك الضارية مع الشيوعيين .....
أصيب احد القادة الأفغان إصابة بالغة في بطنه .....
انشق بطنه وخرجت أمعاؤه وتمزقت أحشاؤه من الشظايا......
حمله إخوانه المجاهدون إلى الدكتور صالح (ما أجملها من مهنة لله)........
رآه الدكتور صالح ...
وقال لابد من اجراء عملية جراحية له .....
ولكن اقرب منطقة بها مستشفى تبعد يوما كاملا بالسيارة .....
وعندها ستفارق روحه جسده قبل ان يصل إلى المستشفى.......
ادخلوه احد الخنادق وأتوا له بالسراج وصلى ركعتين لله...
وبدأ يعالج القائد ويزيل الشظايا ويربط الأمعاء.....
ويخيط البطن وكل ذلك تحت نور السراج الخافت وتحت دوي القذائف......
ثم نزل القائد الى بيشاور وعالج هناك ....
ثم رجع سليما معافى يقود المعارك ضد الشيوعيين......
ضرب رحمه الله أروع المثل في البذل والتضحية ...
أتت معارك جلال آباد الشهيرة .......
وكان ممن شارك فيها .....
قدر الله له ان تكون هذه المعركة موعده مع الشهادة ان شاء الله ...
قتل في ثمر خيل في جلال آباد عام 1989م.....
[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]
يتبع
قصص الشهداء العرب في البوسنه
بسم الله الرحمن الرحيم
ان من أعظم وسائل الثبات على هذا الدين هي اقتفاء اثر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده وأهل العلم والتقى والورع من الأئمة الأعلام وان أكثر ما يشدك في سير هؤلاء العظماء هو ذبهم عن دينهم ويسترخصون الروح التي بين جنبيهم للذود عن هذا الدين العظيم ولاشك ان سيرهم وبطولاتهم تملأ الآفاق ومدونة في كتب التاريخ .
ولكن هناك ممن نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا ممن اقتفى أثرهم وصالوا بالبطولات والجولات يمينا وشمالا ذكرهم محدود ولعلنا في هذه الورقات المباركة ان شاء الله نكحل اعينكم بسير هؤلاء الأبطال لعلنا ان نخلد ذكراهم ونسطر قصصهم في كتب التاريخ من دمائهم الزكية و نركز على قصص إخواننا الشهداء في بلاد البوسنه والهرسك .
ولعلنا أن نسميها من قصص الشهداء العرب في البوسنه.....
فصول الكتاب:
1) من أعلام الجهاد في البوسنه والهرسك.
وفيه :
أ- بداية الجهاد في البوسنه والهرسك.
ب- تكون مجموعات الجهاد في المناطق وقادتها.
2) مهزلة محاكمة مجرمي الحرب في البوسنه والهرسك.
وفيه :
أ- بيان لأوضاع معسكرات الاعتقال الصربيه والكرواتيه للمسلمين.
ب- الهدف الحقيقي للمحاكمة والأدلة على ذلك.
3) من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك .
وفيه :
أ- قصص لمن قتل في البوسنه مع بيان كقتلهم وبعضا من سيرهم .
4) أوردت بعض القصص لشهداء قتلوا في الشيشان وافغانستان واريتريا وأوردت هنا للفائدة وللذكرى او أنهم كانت لهم مشاركات في البوسنه والهرسك.
أبو حفص الكويتي(حمد السليمان)... 41
أودعكم بدمعات العيون..........
أودعكم وانتم لي عيون.......
أبو حفص الكويتي........
حمد السليمان.....من دولة الكويت........من دولة أنجبت لنا......
أبو معاذ الكويتي.....أبو عبدالرحمن الكويتي......وغيرهم من الأبطال.......
على غير عادتي بذكر قصص الشهداء سأبدأ بوصف ذلك الرجل .....قصير القامة عظيم الهمة...
اسمر اللون وابيض القلب.....نحيل الجسم قوي في الحق.....هائ إلى ابعد الحدود......
ترى على ملامح وجهه الحزن والكآبة......عرفته رحمة الله عليه في ارض البوسنة والهرسك ....
ولم أتشرف بمعرفته في أفغانستان......وقبل الخوض في حياته الجهاديه لنبدأ الخوض في حياته....
هو متوسط بين إخوانه ....وكان من عائلة معروف عنها الصلاح ....
فوالده رحمه الله رجل صالح....وقد رافقه ابنه حمد وبر به إلى ان فارق الدنيا .....
على اثر مرض الم به ومات رحمه الله في المستشفى الألماني في السعودية....وهو راض عن ابنه..
أتم دراسته الجامعية في أمريكا.....وكان تخصصه في برمجة الكومبيوتر .....
وكل إخوانه درسوا هناك في أمريكا.....ولكنه ما ان أتم الدراسة بل قبل ان يتمها.....
التحق بالمجاهدين في أفغانستان....واتى في عام1988م إلى منطقة جاجي المعروفة بالتاريخ....
حتى اتم الله إخراج الروس من تلك البلاد.....ثم رجع الى الكويت أيام الغزو العراقي....
وبعد الغزو العراقي.....أتت أحداث البوسنة والهرسك فكان من السباقين الى تلك الأرض المباركة...
ذهب إلى هناك برفقة احد إخوانه الكويتييين مع احد الهيئات الخيريه......
فكان لهم النشاط البارز في الإغاثة والدعوة......
وكانوا يشاركون إخوانهم المعارك متى ما سنحت لهم بذلك الفرصة....
استقر هو وصاحبه في مدينة فسكو البوسنويه ....والتي كان بها نشاط رافضي قوي من إيران....
فواجها تلك النشاطات حتى تم طردهم من تلك المدينة ......
بعدها رجع إلى الكويت لينهي أمانته مع الهيئة الخيرية ويودع أهله .....ويرجع إلى البوسنة....
والتحق بالمجاهدين في منطقة كاليسيا في توزلا.....
فكان كالأم الحنون لإخوانه المجاهدين......وكان رحمه الله يجيد اللغة الإنجليزية.....
وكذلك البوسنويه بطلاقه عجيبة......وكان داعية في تلك المنطقة ...معلما للخير فيها.....
واذا دعى الداع كان أسدا على الكفار الصرب.....كان يتمثل قول الله عزوجل...
(.....اذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين....)....
شارك إخوانه المجاهدين هناك المعارك ...وخاض معهم غمار الحرب....
فكان آية في الشجاعة....وحافزا لإخوانه......ودبابة بشرية تهز من أمامه.......
أكرمني الله بدخولي معه معركة بدر البوسنه(مسجله على شريط فيديو).....
فرأيت منه الشجاعة والإقدام....وكانت العملية على منطقة كبيرة بها 52 قرية ...
وتلك المنطقة تدعى فوزوتشا...اقتحمنا على الصرب مع الفجر وقاوموا مقاومة ضارية...
انتهت كالعادة بفضل الله بهروبهم....وبينما نحن نتقدم عليهم....اذ أبا حفص يعدو تجاههم....
ويأسر احدهم بعد جرحه ويقطع رأسه ويرفعه لنا وهو يبتسم بما أكرمه الله....
فقد أكرمه الله بقتل عدد من الخنازير الصرب....وكنا خلفه من شجاعته....
نحتمي به من هول الخطوب.....ونعجب منه وهو يصول ويجوب.....
انتهت المعارك في البوسنة وانتهى القتال...فكان كمن فقد اعز ما يملك.....
رأيته وعيناه حمراوان...ووجهه كالح يبعث بالشفقه ..حتى ظننت ان اهله كلهم ماتوا..؟؟؟...
فقال لي ....يا ابا فلان......انتهى القتال وذهب الشهداء للجنه وبقينا بذنوبنا في الدنيا.....
اخذت اخفف عنه واهون عليه.....ولكن الحزن لم يفارقه....بل رفض الرجوع الى الكويت...
وقبلها ذهب الى الشيشان .....في الحرب الاولى.....حتى وصل الى حدودها واسر هناك.....
ومكث قرابة الشهر حتى فك الله اسره.....ثم رجع الى البوسنه....
مكث في البوسنه......ومنها تزوج ببوسنويه صالحه تقيه.....وارتبط بتلك الارض.....
وبعدها بفترة رجع الى الكويت وذهب لوزارة الاوقاف حيث عمله......
زكان عرض عليه من شركةIBM عملا براتب الفي دينار....ولكنه رفض ...
قلت له لماذا؟؟؟؟... قال لا اريد ان ارتبط بعقد...اريد متى ما سمعت بالمنادي اذهب الى الجهاد دون ارتباط او عقود ......
بدأت الحرب الشيشانيه الثانيه وحاول مرارا الدخول ولكن الله لم يكتب له ذلك......
وكان يزورني كثيرا ....والحزن على محياه كأنه فاقد عزيز.....او مشتاق اليه.....
بدأت احداث امريكا ...وهددت بضرب افغانستان.......وبعدها مباشرة اتصل بي وقال.....
يا حمد استودعك الله اللذي لاتضيع ودائعه....قلت له الى اين..؟؟؟.....
قال الى افغانستان لنصرة اخواني هناك ....والله ياحمد لقد مللت الحياه ....اريد الشهاده....
واخذ يرددها ويودعني وقلبي يعتصر الما ..فقلت له مداعبا ....
انت هكذا في كل مرة تقول ذلك وترجع لنا صحيحا معافى......؟؟؟؟؟......
ضحك وضحكت وانا وهو نبكي من الداخل والله حرقة على بقائنا......
ذهب الى هناك .....وفي ليلة العيد ابى الله عزوجل الا ان يجعل عيده عنده سبحانه.....
وقتل على جبال تورا بورا وهو صائم ينتظر الافطار.........
اللهم تقبله وارفع درجته عندك يالله...
اللهم ان نبيك قال انتم شهود الله في ارضه ...اللهم ان هذا الرجل قد صال وجال وترك الدنيا وزخرفها للقائك....وشوقا اليك...وطلبا للشهادة......
اللهم فأعطه ماتمنى والحقنا به ياارحم الراحمين.....
اللهم ابد حزنه وغمه في الدنيا فرحا...وابلغه مأمنه........
أبو الشهيد التونسي ...... 72
أبو الشهيد التونسي.....
من بلاد تونس فك الله أسرها من طاغوتها.....
كان شابا متزنا يميل إلى الهدوء والصلاح......
حتى يسر الله له الهجرة إلى ايطاليا للعمل بها.......
وهناك استقر بمدينة ميلانو....
حيث وجود الشيخ أنور شعبان تقبله الله .....
تأثر بالشيخ أنور كثيرا ...
وتأثر بخطبه وعقد العزم على نصرة إخوانه في البوسنة.....
وفعلا وصل إليها مبكرا أواخر عام 1992م .....
التحق بإخوانه المجاهدين هناك......
في العقد الثالث من عمره ....
يتميز بحسن الخلق وسهولة المعشر....
اتى الحصار الكرواتي عام 93م ....
وابلي بلاء حسنا في المعارك مع الكروات ......
كان مدربا لاخوانه المجاهدين في قرية مهرج.....
ومن بعدها استقر في قرية اوراشيست ليقوم بتدريب المجاهدين......
كان ذا لياقة عاليه يضرب بها المثل......
كنت احبه حبا شديدا ولكني اكره صوته في الصباح الباكر....
اجمع ....
هرول هناك.....
حيث نصطف طوابير ومن ثم يجري بنا عبر الوديان والجبال والمنخفضات .....
كان من رشاقته وخفته يمر على أول مجاهد في المسيرة .....
وينحدر إلى آخر مجاهد في الساقه ومن ثم يرجع للأول.....
ثم يركض ويعتلي جبلا ليطل على المسيرة من فوق ....
ومن ثم ينزل ويسبقنا ونحن على هرولة واحده....
وكأنه الليث يرقب ابناؤه من كل اتجاه.......
وكان دائما يأمرنا ان نردد في المسيرة بصوت مرتفع....
بجهادنا سنحطم الصخرة..............ونقهر الطاغوت والكفرا
بعقيدة جبارة كبــــــــرى..............وارادة لاتعرف القهـــــرا
تزوج من امرأة بوسنويه قد استشهد زوجها ولديها طفلين منه.....
كفل هذين اليتيمين وأحسن العشرة مع زوجته.....
زرته ذات يوم في قريته اسمها كوتشا قوري......
رحب بي أجمل ترحيب وقدم لي كرم الضيافة....
ووجدت احد الأبناء الأيتام وعمره خمس سنوات.....
يحفظ من سورة الناس إلى آخر سورة تبارك جزءين كاملين.....
احبه كل المجاهدون ......
بنيته نحيله ولكنها قوية جدا .......
صاحب ابتسامة لاتفارق محياه .....
تختبئ خلفها كل معاني الرجولة والجهاد.......
شارك المجاهدين معاركهم الكثيرة وأصيب إصابات متنوعة......
حتى انتهت المعارك في البوسنة والهرسك.....
انتقل بعد ذلك الى قرية المجاهدين في ماقلاي بوتشينا....
وكان يمر بجانب القرية نهرا كبيرا جميلا....
يسبح به المجاهدون ليتبردوا ويروحوا عن أنفسهم....
نزل ابو الشهيد ذات يوم إلى النهر....
وهو لا يعرف السباحة .....
انزلقت قدمه وغاص جسمه الطاهر داخل النهر......
لتطفو جثته الطاهرة غرقا ......
نسأل الله ان يتقبل منه غرقه شهادة في سبيل الله ...
كما اخبرنا عليه الصلاة والسلام.....
تقبل الله منك جهادك وتعليمك ورباطك......
والى جنات الخلد ان شاء الله ياابا الشهيد التونسي...
الدكتور صالح الليبي ...... 70
الدكتور صالح الليبي.........
من بلاد عمر المختار ليبيا .......
وصل إلى ارض الجهاد والعزة والرباط.....
إلى أفغانستان مصنع الرجال......
فرح به المجاهدون أيما فرح....
وكان الإمام عبدالله عزام يكثر من الدعاء له.....
واستطاع بأخلاقه ان يحتل قلوب المجاهدين والأفغان.....
دمث الأخلاق سهل المعشر كريم الطبع والسجية.....
وكأن الله وضع له القبول في الأرض ولا نزكي على الله احدا.....
كان الطبيب الوحيد المتفرغ داخل أفغانستان بطولها وعرضها؟؟؟؟؟؟
آثر نصرة إخوانه بنفسه وماله وشهادته وكل مايملك......
وهو الذي تزينت له الدنيا ...
وفتحت أوروبا له أبوابها ليهاجر إليها ويعيش العيش الرغيد...
ويهنأ كغيره من الناس بالزوجة الحسناء والمال والمنصب ......
آثر كل ذلك واعرض عن الدنيا وانطلق ليشارك إخوانه...
يشاركهم أكلهم وكسرة خبزهم وجوعهم ومرضهم ...
وافراحم واحزانهم ويفيد المسلمين بمهنته النادرة الطب.....
كان يقضي الوقت الطويل محتسبا الأجر .....
ليلا ونهارا يستقبل افواج المرضى والجرحى من الأفغان والمجاهدين الأنصار....
كان لايدخل عملية جراحيه الا ويستخير الله قبلها ...
ويصلي ركعتين طالبا من الله تيسيرها على يديه ومستخيره بعلمه العليم .....
كان يشارك اخوانه المجاهدين المعارك ويسابقهم في الجبهة إلى العدو.....
ذات يوم وفي احد المعارك الضارية مع الشيوعيين .....
أصيب احد القادة الأفغان إصابة بالغة في بطنه .....
انشق بطنه وخرجت أمعاؤه وتمزقت أحشاؤه من الشظايا......
حمله إخوانه المجاهدون إلى الدكتور صالح (ما أجملها من مهنة لله)........
رآه الدكتور صالح ...
وقال لابد من اجراء عملية جراحية له .....
ولكن اقرب منطقة بها مستشفى تبعد يوما كاملا بالسيارة .....
وعندها ستفارق روحه جسده قبل ان يصل إلى المستشفى.......
ادخلوه احد الخنادق وأتوا له بالسراج وصلى ركعتين لله...
وبدأ يعالج القائد ويزيل الشظايا ويربط الأمعاء.....
ويخيط البطن وكل ذلك تحت نور السراج الخافت وتحت دوي القذائف......
ثم نزل القائد الى بيشاور وعالج هناك ....
ثم رجع سليما معافى يقود المعارك ضد الشيوعيين......
ضرب رحمه الله أروع المثل في البذل والتضحية ...
أتت معارك جلال آباد الشهيرة .......
وكان ممن شارك فيها .....
قدر الله له ان تكون هذه المعركة موعده مع الشهادة ان شاء الله ...
قتل في ثمر خيل في جلال آباد عام 1989م.....
[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]
يتبع